كيف تبدأ في التسويق لمنتج جديد لم يُعرف بعد؟
- Mohammed Naif
- 12 hours ago
- 4 min read

تخيل أنك أطلقت منتجًا جديدًا لأول مرة… لا أحد يعرفه، لا أحد يبحث عنه، ولا أحد حتى يعرف أنه يحتاجه.
هذه هي التحديات التي يواجهها أي رائد أعمال أو صاحب مشروع يُطلق منتجًا جديدًا في السوق. فالتسويق في هذه الحالة لا يتعلق فقط بالإقناع، بل ببناء الوعي من الصفر.
فكيف تبدأ؟وكيف تصل للناس؟وكيف تجعلهم لا يعرفون منتجك فقط… بل يحبونه ويشترونه؟
في هذه المقالة، ستجد دليلك العملي لتسويق منتج جديد لم يُعرف بعد، بخطوات قابلة للتطبيق ونصائح مستندة إلى أمثلة واقعية.
أولًا: افهم أن تسويق منتج جديد ≠ تسويق منتج معروف
عندما تسوّق منتجًا معروفًا (مثل الآيفون أو القهوة)، فأنت تركّز على الإقناع.
أما المنتج الجديد، فأنت تحتاج أن:
تُعرّف الناس عليه أولًا
تُقنعهم بأنه مفيد
تُظهر أنه أفضل من البدائل (إن وُجدت)
تُزيل الشك والخوف من التجربة الأولى
بالتالي، التسويق هنا = تعليم + جذب + طمأنة + إقناع
ثانيًا: ابدأ من "المشكلة" وليس من المنتج
الخطأ الأكبر الذي يقع فيه كثيرون هو الحديث عن "المنتج" قبل أن يفهم العميل لماذا يحتاجه.
مثال:
لو قلت:
"منتجنا جهاز صغير يعمل بتقنية ذكية لتنظيم مواعيدك"
ربما لا يفهم الناس ما فائدته.
لكن لو بدأت بـ:
"هل تفقد مواعيدك بسبب النسيان؟ هل تشعر أن وقتك يضيع؟ لدينا الحل."
فأنت بدأت من الألم… وهذا يفتح الباب للفضول.
إذًا:
ابدأ من الألم أو الحاجة التي يحلها منتجك، ثم اربطه بالحل (منتجك).
ثالثًا: صِغ عرضك التسويقي (Offer) بشكل مغرٍ
الناس لا يشترون المنتج… بل يشترون "العرض".
مكونات العرض الجيد:
ما هو المنتج؟
ما الفائدة التي سيحصل عليها العميل؟
ما الفرق عن البدائل؟
كم السعر؟ وهل فيه عرض؟
هل فيه ضمان؟ تجربة مجانية؟ استرجاع؟
مثال عملي:
بدلًا من:
"سماعة ذكية جديدة"
قل:
"سماعة ذكية بخاصية كتم الضوضاء – استمتع بنقاء صوت لا مثيل له + ضمان 30 يوم أو استرجاع كامل."
رابعًا: اختر جمهورك الأول بحكمة (Early Adopters)
لا تحاول إقناع "الجميع" في البداية.
ابدأ بمن يسمّون "المتبنين الأوائل" – وهم الأشخاص الذين يحبون تجربة الجديد، مستعدون للمخاطرة، ويبحثون عن حلول فريدة.
كيف تجدهم؟
في مجموعات فيسبوك المهتمة بالمجال
عبر الإعلانات الموجهة بدقة
من خلال المحتوى التعليمي الذي يستهدف مشكلتهم
هؤلاء هم وقودك الأول… إذا أعجبهم منتجك، سيشاركونه مع غيرهم.
خامسًا: استخدم المحتوى لخلق الوعي
لأن منتجك جديد، فأنت بحاجة إلى بناء الوعي.
أنواع المحتوى المفيد:
فيديوهات قصيرة: تشرح المشكلة والحل بطريقة ممتعة
قصص قبل وبعد: تبيّن الفرق الذي يحدثه منتجك
مراجعات وتجارب حقيقية
مقارنات مع البدائل القديمة
مقالات تشرح الفكرة خلف المنتج
كلما قدّمت محتوى يساعد الناس على الفهم، زادت احتمالية الشراء.
سادسًا: استخدم الإثبات الاجتماعي مبكرًا
الناس تثق بما يفعله الآخرون أكثر مما يُقال لهم.
وسائل الإثبات الاجتماعي:
تقييمات العملاء
صور المستخدمين
فيديوهات "تجربة حقيقية"
عدد مرات البيع
شهادات مؤثرة من أشخاص حقيقيين
حتى لو لديك فقط 10 عملاء، اجعلهم "نجوم" في المحتوى.
سابعًا: قدّم تجربة مميزة لأول عميل
أول 100 عميل = حملة تسويقية متنقلة
إذا حصلوا على منتج ممتاز + خدمة ممتازة + تواصل محترم، فسيتحدثون عنك، وسيوصون بك.
لكن إن كانت تجربتهم سيئة، ستكون هذه بداية النهاية.
اجعل التجربة الأولى:
سلسة في الشراء
واضحة في التوصيل
داعمة بالمتابعة بعد البيع
ممتعة قدر الإمكان
ثامنًا: جرّب الإعلانات الذكية – ولكن بحذر
الإعلانات ضرورية… ولكن لا تبدأ بصرف آلاف الريالات بدون خطة.
ابدأ بـ:
إعلان تعليمي: يقدم الفكرة ويشرح الفائدة
إعلان عرض خاص لأول 100 عميل
إعلانات تستهدف فقط المهتمين بالمجال
راقب النتائج، اختبر عدة نسخ، ولا تعتمد على حملة واحدة فقط.
تاسعًا: اصنع قصة للمنتج
الناس يحبون القصص. والمنتج الجديد الذي يحكي قصة له فرص أعلى في النجاح.
أمثلة:
كيف جاءتك فكرة المنتج؟
ما التحدي الذي واجهته؟
ما التغيير الذي تريد أن تصنعه؟
كيف ساعد المنتج أول عميل؟
اجعل الناس يشعرون أن منتجك "ولد من حاجة حقيقية"، وليس مجرد محاولة ربح.
عاشرًا: طمّن العميل بوضوح
المنتج الجديد يثير الشك دائمًا… "هل سينفعني؟ هل يستحق؟"
هنا يأتي دورك لتبديد الخوف:
"جربه 7 أيام بدون التزام"
"ضمان استرجاع خلال 30 يوم"
"توصيل مجاني + دعم فوري"
"ادفع بعد الاستلام"
كل عبارة طمأنة = خطوة أقرب إلى قرار الشراء.
إحدى عشر: استخدم مبدأ "الندرة" بذكاء
عندما يشعر الناس أن المنتج محدود أو الوقت محدود، يتحفزون أكثر للشراء.
أمثلة:
"العرض ساري لأول 50 طلب فقط"
"السعر الترويجي ينتهي خلال 48 ساعة"
"متوفر حاليًا بعدد محدود"
ولكن… لا تستخدم هذا الأسلوب بشكل مزيف أو دائم، حتى لا تفقد مصداقيتك.
ثاني عشر: اخلق تفاعلًا، لا مجرد عرض
اجعل جمهورك يشارك:
اسألهم: "ما رأيكم؟"
اعرض 3 تصاميم واطلب التصويت
اطلب من متابعيك اقتراح اسم للمنتج
أطلق تحدي باستخدام المنتج وشارك المشاركات
كل تفاعل = ارتباط أعمق مع علامتك.
ثالث عشر: لا تتوقع النجاح من أول مرة
بعض المنتجات تحتاج لوقت حتى تُفهم وتُقبل.
قد تبدأ ضعيفًا… ثم يتحول فجأة إلى نجاح كبير بعد أن تنتشر الفكرة.
نصيحة ذهبية:
استمر في التعلم من ردود الفعل.
عدّل الرسائل بناءً على فهم الجمهور.
غيّر زاوية المحتوى إن لم تنجح الأولى.
رابع عشر: أمثلة حقيقية لمنتجات بدأت من لا شيء
1. اAirPods:
عند الإطلاق، سخر البعض منها بسبب شكلها. اليوم؟ من أشهر سماعات في العالم.
2. اKindle:
بدأ كمفهوم جديد للقراءة الرقمية… اليوم هو الخيار الأول لعشاق الكتب.
3. كريم (Careem):
دخل سوق مليء بالتاكسيات… لكنه ركّز على "سهولة الاستخدام والثقة"، وصنع مكانه.
الدرس؟المنتج الجديد يمكن أن ينجح… إذا تم تسويقه بشكل ذكي وصبور.
خلاصة المقال
تسويق منتج جديد يتطلب:
✅ فهم عميق للمشكلة التي يحلها✅ صياغة عرض مغري ومقنع✅ بناء وعي تدريجي بالمحتوى✅ تقديم تجربة أولى ممتازة✅ استخدام الإثبات الاجتماعي والقصص✅ التواصل الصادق والمستمر مع الجمهور
وإذا كنت تتساءل:
"هل سينجح منتجي؟"
فالإجابة تعتمد بنسبة كبيرة على:هل يعرف الناس لماذا يجب أن يهتموا به؟
اجعل الإجابة على هذا السؤال واضحة في كل منشور، إعلان، فيديو، أو رسالة ترسلها.
Comments